لم يفقدوا الأمل.. أهالي عفرين يواصلون نضالهم ومصممون على العودة إلى ديارهم

لا تزال عفرين محتلة بعد الهجمات التي تعرضت لها عام 2018 من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من العصابات الإرهابية، لكن شعبها لم يفقد الأمل بالعودة وما يزالون يناضلون ومصممون للعودة اليها.

اضطر ما يقارب من 600 ألف شخص على النزوح من عفرين اثناء احتلالها من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من العصابات الإرهابية، وكان قسم من النازحين كانوا قد نزحوا من المدن والمناطق السورية التي تعرضت للقصف من قبل النظام السوري والعصابات الارهابية مثل حلب، حماه، دمشق، ادلب، اعزاز، راعي، اخترين، الباب وجرابلس واستوطنوا في القرى والبلدات التابعة لناحية شيراوا التابعة لعفرين ومناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والاشرفية في مدينة حلب، وكان معظم هؤلاء النازحون قد نزحوا للمرة الثالثة بين المدن والمناطق السورية.

الشهباء

يوجد في مناطق الشهباء 218 قرية وبلدة كردية، لكن مع موجة النزوح التي شهدتها المدن السورية بسبب القصف والهجمات من قبل النظام السوري والعصابات الإرهابية، استوطنت هذه القرى والبلدات مكونات عديدة؛ احتلت الدولة التركية وعصاباتها الإرهابية على غالبية القرى التابعة لمناطق الشهباء، كما احتلت مدينة الباب والقرى التابعة لها، كما هناك قرى مثل تل عرن، تل حاصل، كفر صغيرة وبعض القرى تقع تحت سيطرة النظام السوري.

استوطن النازحون من عفرين في القرى برجخاز، القرية الكبيرة، باشمره، قولتيه، عاقبة، صوغانكه، زيارت و خرابكه التابعة لناحية شيراوا في عفرين، الا ان دولة الاحتلال التركي تقصف هذه القرى بقذائف الهاون والابوس باستمرار، وقسم من النازحين استقروا في بلدات ونواحي تل رفعت، درجمل، كفر نايا، احرز، احداث، فافين و 46 قرية التابعة لمناطق الشهباء، وقسم منهم استقروا في مخيم المقاومة، العصر، شيراوا و كوجر؛ حيث يوجد ما يقارب 150 الف نازح في قرى وبلدات ومخيمات الشهباء وشيراوا، ومعظم الأبنية السكنية التي استوطنها النازحين، مهدمة بسبب الحرب التي دارت في تلك المناطق.

أسس أهالي عفرين المناطق التي استقروا فيها كما اسسوا مدينتهم الام عفرين، حيث يؤمنون احتياجاتهم بشكل اجتماعي من خلال المجالس والكومينات، واستأجروا حقول وبدأوا بالزراعة والإنتاج، كما انشأوا محلات تجارية صغيرة في البلدات احداث، فافين، تل رفعت ودرجمله الى جانب المحالات الموجودة فيها، وانشأوا مزار للشهداء في بلدة أحرز.

الأشرفية والشيخ مقصود

وتعد حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب من الأحياء الكردية أيضاً، حيث يعيش 250 ألف نسمة في كلا الحيين. وفي ايار 2013 اندلعت حرب كبيرة، ونزح معظم سكان هذه المنطقة إلى عفرين، لم تنتهِ الحرب في الشيخ مقصود والأشرفية بشكل نهائي وكانت الحرب الأكثر وطأة في المنطقة الغربية من حي الشيخ مقصود، لذلك لم يبقى أحد فيها، لكن على الرغم من ذلك، حول أهالي عفرين هذا المكان إلى مكان قابل للحياة والعيش فيها.

أينما يتوجه المرء داخل المدن السورية، سيرى الدمار بسبب الحرب بين النظام السوري والعصابات الإرهابية الممولة من قبل الدول الإقليمية والقوى الأخرى، حيث الطرق المدمرة، المنازل والاحياء المتهدمة، أنقاض ضخمة في الأحياء والشوارع، خنادق على مبان مهدمة، متاريس والعديد من مخلفات الحرب مثلها، كلها آثار للمعارك العنيف التي شهدتها سوريا.

ومن بين الاحياء المهدمة، حي السكن الشبابي الواقع بين حيي بني زيد والشيخ مقصود، وتعد الاحياء التي كانت تحوي المحلات التجارية من بين الأماكن الأكثر تعرضاً للدمار، ففي حيي بستان باشا وشيخ نجار كان يوجد العديد من المصانع والمعامل، اليوم لا يوجد فيها سوى جدران المعامل، حيث نهبت العصابات الإرهابية الممولة من قبل دولة الاحتلال التركي، جميع الآلات والمعدات في المعامل ونقلتها الى تركيا وقامت ببيعها هناك.

الاحياء الخالية من سكانها: حي فلسطين او حندرات

كما يعد حي فلسطين المعروف بحب الحندرات، من الاحياء التي تعرضت للدمار الكبير، هذا الحي الذي كان يحوي الفلسطينيين الذين هجروا اليه هرباً من الازمات التي طالت بلدهم، ومع بدء الازمة السورية وانتشار العصابات الإرهابية في مدينة حلب، اصبح هذا الحي مركز لنشاط العصابات الإرهابية لان معظم أهالي هذا الحي كانوا يتبنون الفكر الاخواني، لهذا استوطنت العصابات الإرهابية فيه وعززت من تنظيمها، وقامت بنهب حيي بستان باشا وشيخ نجار ومنها توجهوا للسيطرة على حي المسلمية والبعض من مناطق الشهباء.

وحي حندرات فارغة من السكان الآن ومشاهد الدمار والخراب واضح عليها الى هذا اليوم.

المساجد، الأماكن التي تعرضت للدمار بشكل أكثر

تعرضت المدن السورية التي شهدت المعارك لخسائر جسيمة، الا ان الإمكان التي تلفت الانتباه بشكل أكثر هي المنارات والمساجد، حيث تعرضت جميعها للدمار.

كانت هناك قرية تقع غرب حي الشيخ مقصود، وهي قرية قديمة، الا انها تعرضت للدمار الكامل، حتى أصبحت جزء من حي الشيخ مقصود، لهذا أنشأ أهالي عفرين فيها مقبرة، وكانت وصية كل عفريني عندما يتوفى ان يزرعوا شجرة زيتون بجانب قبره.

عفرين الامل الذي لا ينتهي

لم يفقد أهالي عفرين والمسنين بشكل خاص، الامل بالعودة الى ديارهم عفرين، حيث يؤكدون بأيمان وتصميم عميق، بأنهم سيعودون اليها يوما ما، ويرفضون الابتعاد عنها، وتعد الام قرنفل (86 عاماً) واحدة من أهالي عفرين التي ترفض الابتعاد عنها، هي ام لشهيدين وجدة لشهيدين، وهي علوية من بلدة ماباتا، لم تفقد الامل يوماً بالعودة الى عفرين، وتدعوا الله بأن تموت في عفرين.

الام خجي (90 عاماً) وهي من عفرين، هذه الام لم تذق الزيتون، الرمان، العنب والتين منذ نزوحها من عفرين، لان كان لديها بستان في عفرين وكان يحوي كل هذه الأنواع من الفاكهة، حيث تقول: "سأعود يوماً الى عفرين وسأزرع هذه الفاكهة في بستاني مجدداً".

وهناك العديد من الأمهات المتعلقات بعفرين ويتمنين العودة اليها والموت فيها.